التعليم في اليابان وجهة نظر من قاعات الدراسة
مجتمع ثقافة التعليم الياباني اللغة اليابانية- English
- 日本語
- 简体字
- 繁體字
- Français
- Español
- العربية
- Русский
”يوتوري كيوئيكو“ وهي كلمة يابانية تعني التعليم المريح الذي يتيح للأطفال مجالاً أكثر للنمو وهو أحد الاتجاهات الرئيسية السائدة في السياسة التعليمية في اليابان في الآونة الأخيرة. وتقوم هذه السياسة على فكرة أساسية وهي الحد من العبء الملقى على عاتق الأطفال بسبب الدراسة وإفساح المجال لمزيد من المرونة والمساعدة على تشجيع أكثر للتفكير الاستقلالي. وقد أعطى هذا النظام مساحة أكبر للأنشطة الغير المنهجية والأنشطة التي تخدم المجتمع، وخصص ما يسمى بحصص الدراسات المتكاملة. وتّم أيضاً تخفيض ساعات الدراسة وأدخلت المدرسة منهاجاً يتوزع على مدار خمسة أيام في الأسبوع، حيث تم التخلص من الحصص الدراسية يوم السبت. غير أنه وبالرغم من تلك الإصلاحات الجذرية، كان هناك انخفاضاً مقلقاً في أداء تلاميذ المدارس اليابانية في الدراسات الاستقصائية كالبرنامج الدولي لتقييم الطلاب. وحالياً، يعتبر الكثيرون أن التوجيهات التعليمية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ مع بداية العام الدراسي الجديد في شهر أبريل/ نيسان ٢٠١٢ أعلنت نهاية تجربة يوتوري كيوئيكو. حيث ترمي التوجيهات الجديدة إلى زيادة عدد ساعات الدراسية في جميع المواد بنحو عشرة في المئة خلال السنوات الثلاث في المدارس الإعدادية والسنوات الست في المدارس الابتدائية، مع التركيز مجدداً على التفكير النقدي وحسن التمييز والتعبير عن الذات واكتساب المعارف والمهارات الأساسية.
فلسفة التعليم المريح لم تكن سيئة
لا أعتقد أن هناك الكثير من الأخطاء فيما يتعلق بالفكرة الأساسية وراء يوتوري كيوئيكو التي هدفت إلى تشجيع الأطفال على التفكير بأنفسهم. ولكن المشكلة الرئيسية تكمن بعدم تغلغل الأفكار بما فيه الكفاية في فكر المعلمين وأولياء الأمور بالإضافة إلى عدم اتخاذ تدابير وإجراءات ملموسة لوضع تلك الأفكار موضع التنفيذ بشكل صحيح داخل الفصول الدراسية.
كانت أولوية التعليم في اليابان لفترة طويلة ما بعد الحرب مرتكزة بشكل أساسي على التلقين والتكرار وحفظ الحقائق عن ظهر قلب. يطلق على هذا النهج في اللغة اليابانية بتسوميكومي وهو يعني الحشو الزائد. وكان هناك شعور على نطاق واسع يفضي بأن هذا النمط من التعليم لم يخلق روح المبادرة ويوّلد الشهية للدراسة وهذا ما أدى إلى تغيير الاتجاه السائد لصالح نمط تعليمي أكثر استرخاء ومرونة. تم تخفيض ساعات الدراسة وخصصت المدارس ما يسمى بحصص الدراسات المتكاملة التي تساعد الطلبة على تعلم أمور متنوعة وإبداعية. كما أتيح للطلاب اختيار الحصص الدراسية التي يرغبون بتلقيها حتى يصبحوا أكثر استقلالا وابداعاً، وللسماح بتوفير نوع من التعليم المتقدم.
ولكن في الحقيقة، تبين أن العمل بالحصص الجديدة والمسماة بالدراسات المتكاملة يتطلب بذل المزيد من الجهد الامر الذي لم يكن يتصوره معظم الناس. كما اعتمد مضمون الحصص الجديدة أيضا إلى حد كبير على شخصيات وقدرات المعلمين الفردية. وهذا ما كان يعني ايضاً أن هناك خلافات جوهرية بين ما تقوم به المدارس المختلفة من انشطة، حتى أنه في بعض الحالات تم استخدام الحصص الدراسية كفترات زمنية يتم الإعداد فيها للفعاليات الرياضية والرحلات المدرسية ونشاطات مدرسية أخرى متنوعة. كما كانت هنالك مشاكل مع الدروس الاختيارية أيضا، مثل المحدودية في وفرة أنواع المباني والمرافق المتاحة في كل المدارس. ولم يكن بمقدور الأطفال دائما اختيار الدروس التي يرغبون بتحصيلها، وفي كثير من الحالات لم يكن لدى الموظفين موارداً إضافية تمكنهم من تنظيم مناهج متطورة. وبناء على ذلك، فقد كان هناك هوة كبيرة بين المثل العليا لهذا النوع من التعليم والواقع الموجود في الفصول الدراسية. كما انه ليس هناك أدنى شك في أن العديد من المعلمين والمدارس ممن شعروا بأن هذا التوجه في التعليم قد قام بالضغط عليهم بشكل لا يتناسب مع متطلباتهم وقدراتهم الواقعية على التكيف.
هناك مشكلة رئيسية أخرى متعلقة بيوتوري الكيوئيكو وهي في المبالغة بالحد من ساعات الدراسة، خاصة وأنه يوجد حد معين لمدة الدراسة والتي تعتبر ضرورية لضمان تعليم الأطفال المبادئ الاساسية. ولكن المفارقة الساخرة هي أن تلك التخفيضات الجذرية في ساعات التدريس أدت إلى ضرورة تخصيص صفوف دراسية أخرى مما وضع عبئاً أثقل على كاهل المعلمين. وهكذا فإن الفشل في تعليم الأساسيات بشكل صحيح كان سببا آخراً في عجز نهج يوتوري كيوئيكو عن تحقيق الهدف الأول المنشود وهو تربية جيل من الأطفال قادرُعلى التفكير الذاتي المستقل.
مما لا شك فيه أن التعليم المدرسي ما بعد الحرب العالمية الثانية كان جزءاً حيوياً من النمو الاقتصادي السريع في اليابان. حيث اعتمد أسلوب الحشو وتكديس المعلومات القائم على الحقائق بشكل جيد خلال السنوات التي كان فيها الاقتصاد الياباني متجهاً بقوة نحو القمة. ولكن كان من المحتوم على هذا النمو أن يصل في نهاية المطاف إلى مرحلة تمثلت بنضوج الاقتصاد. سيما كان اعتبار الدافع الذاتي والمبادرة من الأمور الحيوية للغاية في مجتمع سريع التغير والمتميز بوجود تنوع في القيم. وفي هذا الصدد، فقد لاقى القرار الملزم بإصلاح نظام التعليم قبولاً وتقديراً بالثناء. أعود وأكرر بانه لم يكن هناك أخطاء تذكر فيما يتعلق بالمثل العليا لهذا المنهج.
تحافظ التوجيهات التعليمية الجديدة التي تطبق حالياً في المدارس الابتدائية والإعدادية منذ شهر أبريل/ نيسان من عام ٢٠١٢ على المثل العليا لليوتوري كيوئيكو في حين تتضمن في نفس الوقت تدابيراً ملموسة من أجل حل المشاكل التي نجمت عن المنهج القديم. وأعتقد أن هذا يمثل بدوره تقدماً حقيقياً. حيث تُظهر المبادئ التوجيهية الجديدة وعياً وادراكاً لأهمية ضمان العدد اللازم من الساعات الدراسية التي تزود الأطفال بالمعرفة والمهارات الأساسية في جميع المواد، ورعاية مهارات التفكير النقدي وحسن التمييز والتعبير عن الذات لتمكينهم من استخدام هذه المعرفة. وهذا يدل على أن هناك حفاظاً على توازن صحي بين هذين الجانبين.
كما انتشرت فكرة أخرى لليوتوري كيوئيكو تستحق التعاطف وهي أنه ينبغي تحسين مهارات الطلاب اللغوية من خلال الأنشطة الشاملة الموزعة على جميع المناهج الدراسية، بدلاً من التركيز على دروس اللغة اليابانية فقط. حيث إن التحول من الأسرة الكبيرة التقليدية إلى الأسرة الصغيرة، وإضعاف الروابط المجتمعية وانتشار الهواتف المحمولة وخدمات البريد الإلكتروني والرسائل الإلكترونية ونحوها تعمل كلها على حرمان الأطفال من الفرص الجوهرية التي تصقل مهاراتهم اللغوية. وهذا ما جعل من تصميم مناهج لغوية متطورة تستخدم مجموعة متنوعة من الأنشطة لاستعادة هذه المهارات الطريقة الهامة والمثلى للمدارس للمساهمة بشكل إيجابي في رسم مستقبل الأطفال.
وقد يضمن المنهج الجديد تحسن في المعايير الدراسية ولكن إلى مدى محدود على الأقل، الاّ انّ نجاح هذه المبادئ التوجيهية وتحقيق الأهداف المنشودة المتمثلة بإعطاء الأطفال قوة للحياة، يتطلب بالضرورة من المدرسين ومن أولياء الأمور والآباء وجميع المشاركين في تعليم أطفالنا أيضا على السواء فهم المثل العليا الأساسية ووضعها موضع التنفيذ بالأسلوب الصحيح لإحراز النجاح في الفصول الدراسية.
تربية جيل جديد من الشباب المستقل
فيما يلي، أود أن أعرض بعضَ التدابير الملموسة التي أدخلت في مدرسة وادا الإعدادية.
أصبحت وادا عام ٢٠٠٣ المدرسة الأولى في طوكيو التي توظف مديراً لها من القطاع الخاص. وقد نفذت المدرسة منذ ذلك الوقت عدداً من الإصلاحات الطموحة ذات المدى البعيد. وفي عام ٢٠٠٨ أصبحتُ مدير المدرسة الثاني الذي جاء من القطاع الخاص ايضاً. وقد مضت أربع سنوات منذ ذلك الحين، كما يصادف هذا العام عقداً من الزمان منذ بدأت المدرسة تنفيذ برنامجها الإصلاحي واسع النطاق. وهناك العديد من اوجه الاختلاف بيني وبين سلفي ”فوجيوارا كازوهيرو“ من حيث أعمارنا وخلفياتنا وأساليب الإدارة لدينا متباينة تماماً. ولكن ما يجمعنا هو الرغبة القوية في استخدام خبراتنا لاسيما في مجال الأعمال التجارية لتثقيف الأطفال من أجل الاعتماد على أنفسهم في المجتمع.
ولعل الهدف من إدارة مدرسة وادا الإعدادية - أو ما قد تسمونه الرؤية التعليمية - يكمن في شعار المدرسة ”الحكم الذاتي والمساهمة: كرس نفسك ايها التلميذ والطالب لتحقيق أحلامك والمساهمة في المجتمع“. وبالنظر إلى الأوقات الصعبة التي نعيشها حالياً، فإنّ وجود الآمال والأحلام ليس بالأمر السهل بالنسبة للكثير من الأطفال. فعلى الرغم من أنهم قد يتعرّضوا للهزيمة أو خيبة الأمل، فإننا نريد منهم التمسك بأحلامهم وآمالهم لكي يصبحوا ملتزمين بالمعايير الإيجابية في مجتمع جديد من خلال التفكير والعمل لأنفسهم. هذا الهدف يكمن في صميم كل جهودنا. بالطبع من المهم لطلابنا العمل بجد لاجتياز امتحانات دخول المدارس الثانوية. ولكن بما أن هؤلاء الطلاب ذوي الثلاثة عشر ربيعا يقفون على عتبة مرحلة البلوغ، فإنه من الأهمية بقدر أن يبدأ كل واحد منهم في التفكير بجدية في الحياة التي يرغب بعد ترك المدرسة والخروج إلى العالم الأوسع. ومن المهم بالنسبة لهم النظر في احتياجات المجتمع بدلا من التركيز على مصالحهم الذاتية نفسها. ونحن نعتقد أنه من المهم أيضا تعليم الأطفال مراعاة مشاعر الآخرين وتنمية الوعي، وهذا لا يعني التضحية بالنفس بالضبط، ولكن أهمية القيام بأشياء تُسهم في اسعاد الآخرين.
كان لدينا دائماً في مدرسة وادا رؤية واضحة لنوعية الطلاب الذي نسعى لتخريجهم. وأعتقد أن هذا هو أحد الأسباب التي تجعلنا موفقين في تنفيذ إصلاحات كثيرة. ونحن نعمل بجد لجعل رؤية المدرسة التعليمية تحت شعار ”الحكم الذاتي“ والمساهمة مألوفة وقريبة ليس للطلاب والمعلمين فقط، وإنما للآباء والأوصياء أيضاً بالإضافة الى غيرهم من المجتمع المحلي. هذا جزء حاسم من أجل فهم الناس لنا وكسب الدعم الضروري لتحقيق أهدافنا وضمان أن الجميع يسير في نفس الاتجاه. وأعتقد أن هذا كان عاملاً رئيسياً وراء السماح لنا بإنجاز برنامجنا الإصلاحي بشكلٍ سلس.
التعرف على العالم من خلال دروس دون إجابات
انّ احد الأنشطة التعليمية التي تجسد هذه المثل من الحكم الذاتي والمساهمة تتجلى في صف يدعى ”العالم بأسره“. ويشمل مجموعة من الدروس الخالية من الإجابات الصحيحة أو الخاطئة. ففي مجتمعنا المعاصر، هنالك العديد من القضايا التي لا يمكن الالمام بها ومعالجتها عبر ايجاد حلول بسيطة. وأطفال اليوم عندما يكبرون، سيتوجب عليهم مواجهة هذه القضايا بشكل او بآخر والتوصل إلى حلول خاصة بهم. ولذا فإننا نؤمن بأنه من المهم جدا بالنسبة لهم تنمية عادة التفكير في مثل هذا النوع من القضايا مع معلميهم وأقرانهم خلال سنوات الدراسة الإعدادية.
هل طلاب المدارس الإعدادية بحاجة إلى الهواتف المحمولة؟ هل يتوجب على طوكيو استضافة دورة الالعاب الاولمبية؟ هل من المناسب إطلاع طلاب المدارس الإعدادية على مرض السرطان؟ ماذا لو انتقلت قاعدة عسكرية إلى اودا؟ هل الاستنساخ البشري مقبول؟ وهذه ليست سوى غيضٌ من فيض من الأسئلة التي تمت مناقشتها مؤخرا في الصف. وهناك مجموعة واسعة من المحاضرين الضيوف الذين قاموا بزيارة مدرستنا لمساعدة الطلاب على بحث هذه القضايا بشكل متعمق، بما في ذلك أطباء ومحامون ورياضيين محترفين وساسة وحرفيو الحصير الياباني، ومسؤولين من مجلس المدينة. على سبيل المثال، في عام ٢٠١٠، كانت رينهو موراتا وهي وزيرة بالحكومة ضيفة محاضرة لبحث الموضوع المتعلق بلجنة فرز وادا المالية وفيما اذا كانت إعانة الأطفال بهذا الصدد ضرورية؟
ولكن مشاركة اثنين أو ثلاثة من المحاضرين الضيوف في السنة بالكاد تكفي لتغيير وعي الطفل علماً بأن هذه الصفوف وحدها لا تتمتع بأهمية تذكر. ولكنها في الحقيقة ليست سوى جزء واحد مما نقوم به. فأنا على سبيل المثال أُدير مناقشات في سلسلة من الدروس تحت عنوان (العالم بأسره: التالي). وهذا ينطوي على محاضرة مدتها ٤٥ دقيقة شهريا لطلاب السنة الأولى والثانية، أي ما مجموعه عشر محاضرات في السنة، ومحاضرة واحدة كل أسبوعين، مما يعني ما مجموعه ٩٠ دقيقة في الشهر أو ما يقرب من ٢٠ مرة في السنة لطلاب السنة الثالثة. في صف، العالم بأسره: أخبار، حيث يطلب من الطلاب كتابة مقالة قصيرة شهرياً بناء على مادة إخبارية معينة، وهذا يتم جنباً إلى جنب مع حلقة دراسية لكل صف تحت عنوان (العالم بأسره: المستقبل) الذي يدعو الحرفيين والمهنيين للتحدث كمحاضرين زائرين. والفكرة هي أنه بحلول وقت التخرج، سيكون قد تواصل الطلاب مع ما لا يقل عن ٥٠ شخصية قيادية في مجالات مختلفة. فالاستمرارية أمر ضروري هنا.
يتم استخدام الأيباد في صفوف (العالم بأسره) منذ عام ٢٠١٠. وقد طورنا تطبيق الكتروني يتيح للطلاب تبادل الآراء مع المجموعة بأكملها مما يسمح لتبادل حيوي للآراء خلال فترة المحاضرة. وأعتقد أنه في وسع الطلاب تعلم الكثير من هذا التنوع والاختلاف في الآراء.
نتيجة لهذه الجهود، أظهر استطلاع رأي الطلاب زيادة واضحة في مجالات مثل فهم الأسباب وراء اتباع نهج ما، والمصلحة والدراسة ذات الدافع الذاتي، واحترام الآراء المغايرة. (الشكل ١)
تطوير مهارات تواصل متنوعة
صياغة اتصالات أوثق بين المدرسة والأسر والمجتمع مازالت تحتل الأولوية.
قبل نحو ثماني سنوات، أنشأت المدرسة (مقر المجتمع المحلي) للمساعدة في جعل المجتمع الأوسع أكثر انخراطا في دعم الأنشطة المدرسية. ونحن نعتقد أن المجتمع القوي يساهم في خلق مدرسة قوية، وهذا العمل الذي نقوم به لخلق مدرسة جيدة سوف ينعكس إيجابياً بصورة او بأخرى في تعزيز المجتمع. سيما وان ضعف العلاقات الاجتماعية في المجتمع في السنوات الأخيرة يشهد تزيداً، وقد بذلت المدرسة جهوداً متضافرة لتنظيم النشاطات التي تسمح لأعضاء المجتمع المحلي دعم المدرسة، وإدراج الموارد الغنية لهذا المجتمع في الطريقة التي يتم بها تشغيل المدرسة.
أطلقنا هذه الجهود من خلال جلب السكان المحليين للعمل في المدرسة، سواء كموظفين في المكتبة أو من خلال رعاية باحات اللعب في المدرسة. وقد تم توسيع نطاق هذه الأنشطة تدريجيا. واليوم، تشمل الأنشطة ما يدعى بتيراكويا السبت وهو برنامج دعم دراسي يعمل فيه طلاب الجامعات المحلية الذين يعتزمون ممارسة المهن التعليمية، وبرنامج اللغة الإنجليزية الذي يعد الطلاب المشاركين في الاختبارات الموحدة في اللغة الإنجليزية العملية. مقر المجتمع المحلي مسؤول أيضاً عن تشغيل الدروس المسائية بالتعاون مع شركات القطاع الخاص. هذه الصفوف المسائية الخاصة كما يطلق عليها، تم تغطيتها بشكل بارز في وسائل الإعلام. في الوقت الحاضر، هناك نحو ٢٠٠ طالب يأتون إلى المدرسة يوم السبت للمشاركة في مجموعة متنوعة من الصفوف التي يديرها مقر المجتمع المحلي.
وبفضل هذه الابتكارات على مدى السنوات السبع الماضية، ارتفعت مدرسة وادا من تصنيف كان على مقربة من القسم الأدنى من ٢٣ مدرسة إعدادية في منطقة سوجينامي في طوكيو لتصبح في أعلى المراتب من حيث النتائج الأكاديمية، حيث وُضعنا على رأس المدارس الأكثر نجاحاً في طوكيو.
أعتقد أنه من الصعوبة دائماً التأكد من الأسباب الدقيقة الكامنة وراء التحسن في الأداء الأكاديمي. أنا واثق من أن ابتكاراتنا كانت مؤثرة. ولكن في الحقيقة نجاحنا يأتي بسبب مجموعة من العوامل، منهج متوازن، ثقافة المدرسة القوية، مع التركيز على الأدب والانضباط، العلاقات المتبادلة الوثيقة مع الأسر لضمان بيئة صحية وأسلوب حياة منظمة يفضي إلى الدراسة، والتنوع في التعليم من خلال صلاتنا مع المجتمع المحلي.
الزلزال المدمر يكشف نقاط القوة والضعف
في أعقاب كارثة الحادي عشر من مارس/ أذار ٢٠١١، أشيد بروح التعاون الجماعي الملموسة على نطاق واسع في المجتمع الياباني في العديد من وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم. وبهذا المعنى فإنه من الإنصاف القول أن نظام التعليم الياباني قد أنتج بعض النتائج الإيجابية.
ولكن ماذا عن الارتباك والحيرة التي تخيم على قادة الأمة، بما في ذلك بعض عناصر إدارة الشركات؟ فالمشكلة لا تقتصر على مجرد جزء صغير من المدراء في اليابان. وبنهاية المطاف، أعتقد أنها مشكلة نابعة من فشل نظام التعليم لتربية وتثقيف المزيد من الناس على التفكير بجدية في اتجاهات وأوضاع المجتمع السائدة وجعل من هذه المسائل الإجتماعية مشاكل شخصية.
إن فشل سياسة يوتوري كيوئيكو يعود إلى وجود الفجوة بين المثل العليا للحكومة الوطنية وواقع الحياة في الفصول الدراسية. من الضروري عدم حدوث انقسامات مماثلة في إطار المبادئ التوجيهية الجديدة. إذا أردنا عدم تكرار نفس الأخطاء، فمن الضروري لجميع المعنيين بما في ذلك المشرعين وهؤلاء في الفصول الدراسية، إظهار القدرة على التفكير بأنفسهم حول ما يحتاجه الأطفال من مهارات من أجل الوقوف على أقدامهم في مجتمع المستقبل.
(المقالة الأصلية باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية، ١٨ نوفمبر/ تشرين الثاني ٢٠١١)